الجمعة، 15 يونيو 2012

موت بارد

كان قطا ضخما أقوى من كل القطط. قضى عمره حبيس القفص. وحين فُك أسره سار بتعالٍ بين القطط. ويوما رآهم جميعا مجتمعين حول شيئا ما يحدّقون فيه, فتقدم نحوهم بتؤدة ونظر فإذ في وسطهم قطرة دمٍ. فأصدر مواءا مرعبا فهربوا من أمامه. وأخذ يتأمل قطرة الدم بشغفٍ, ثم مدّ رأسه وفتح فاه وأخرج لسانه ولعق قطره الدم. أصدرت القطط من خلفه أصوات مخلتفة لكنه لم يعيرهم أي اهتمام, بل أغمض عينه وأخذ يقلّب قطره الدم في فمه ليتلذذ بكل متعة ممكنة.

ولما فتح عينيه وجد قطره الدم أمامه كما هي!, فلعقها مرة ثانية متعجبا من حسن حظه. وإذ بقطرة الدم كلما لعقها كبرت, فأخذ يلعق ويلعق بسرعة دون هوادة وهي تكبر وتكبر حتى تحولت إلى بحيرة ملأت الأرض. استمر يلعق بجنون من كل مكان حتى تلطّخ وجه وأطرافه بالدم غير آبه بشيء من حوله, معتقدا أن السماء قد فتحت كواها لتعوضه عن سنين الجوع.


وعلى بغتةٍ .. , شعر ببرودة تسري في عروقه وبقشعريرة الموت تدب في كل جسمه, فارتعد, وفتح عينيه ونظر فإذ به يلعق الدم من على طرف سكينٍ .. في تلك اللحظة سقط وسط دماءه ميتا.




هناك 3 تعليقات:

  1. وكيف عرفت ما يشعر به هل حكا لك ههههههههههههه

    ردحذف
  2. وكيف عرفت ما يشعر به هل حكا لك ههههههههههههه

    ردحذف
  3. وكيف عرفت ما يشعر به هل حكا لك ههههههههههههه

    ردحذف