الخميس، 26 أبريل 2012

ضد الإرهاب الفكري; تضامنا مع عادل إمام




مش محتاج كل مرة أنتقد سلوك حد اقول قبلها اني بحترمة, ولا كل ما ادافع عن حد اقول اني بختلف معاه .. المرحلة ديه تجاوزناها من زمان.

متضامن مع عادل إمام ضد الحكم الظالم الإرهابي اللي اتعرضله بتهمة "إذدراء الإسلام", ومش عايز حد يستخدم النظرية الفلسفية بتاعة تالتة ابتدائي (قلمي أطول من قلمك أأااه) ويقولي لو كانت التهمة ازدراء المسيحية كان زمانك مبسوط وبتقول يستاهل .. برضة انا مفترض ان المرحلة ديه تجاوزناها وكبرنا عليها.



لا ترقي بدون فن, ولا فن بدون إبداع ولا إبداع بدون حرية, ولا حرية في وجود قوانين تسلط سيوف الإرهاب الفكري على أعناق المبدعين ..سيبك من الكلام الإنشا ده اللي ما بيأكلش عيش وتعالى نسأل, هل عادل إمام فعلا إزدرى الإسلام؟ هل تمثيل دور رجل ملتحي نصاب يُعتبر إزدراء للإسلام؟

أول ما سمعت تهمة "إزدراء الإسلام" استحضر ذهني علطول التهم الجامدة الدسمة من أمثال "اسقاط الجيش" و"هدم الدولة" اللي وجهت لنشطاء سياسين كانوا ضد النظام الحاكم.

واستحضر ذهني قضية كشف العذرية,لما طلب ممدوح حمزة وتهاني الجبالي من المناضلة الشابة سميرة إبراهيم سحب دعوتها القضائية "حفاظا على كيان الدولة"! .. السؤال البديهي: مين طعن كيان الدولة وهيبة الجيش؟ الجندي اللي انتهك عرض بنت ولا الضحية اللي قررت ما تسكتش عن جريمة ارتكبت في حقها؟

وبنفس المنطق, الصحفي اللي صور العساكر بيعروا وبيسحلوا ست البنات في التحرير وبعت الصورة لوكالات الأنباء العالمية هو اللي أهان جيش مصر ولا العساكر وقادتهم أشباه الرجال هم من أهان الجيش؟

الصحفي يعتبر مجرم في حق الجيش إذا كان فبرك الصورة, لكن طالما عمله اقتصر على نقل الواقع يبقى بريء مهما كان الواقع قبيح.. وكده يبقى اخدنا الموضوع خطوة لقدام, والسؤال يكون: ما نقله عادل إمام في أفلامه واقع ولا فبركة؟

الاعتراف بالحقيقة دايما بيكون سخيف خاصة اذا كانت الحقيقة صادمة ومش على مزاجنا. واحنا بنحب اللي يضحك علينا ويفهمنا اننا حلوين واننا شعب متدين ومحافظ بس الواقع بيقول ان معدل التحرش الجنسي في مصر من أعلى المعدلات في العالم. ونسبة البحث على المحتوى الجنسي ع الانترنت في مصر من أعلى النسب في العالم. نرجع لعادل إمام ونسأل, هل تصوير رجل ملتحي بيدعي الدين والتقوى على انه نصاب واقع ولا فبركة؟

مش هجاوب بس هفكرهم بشوية امثلة للنصب بالدين حصلت مؤخرا من مدعين الدين والتقوى:
خداع عموم الناس وإيهامهم بالباطل ان "نعم" الاستفتاء للحفاظ على هوية مصر الإسلامية. استغلال جهل الناس والنصب عليهم باسم الدين بان صوته في الانتخابات لحزب ما هيدخله الجنة. تشويه صورة مذهب فكري عن جهل بافتراض حسن النية أو عن طريق التضليل باسم الدين – ليبرالية يعني امك تقلع الحجاب. نائب كذاب اختاره الشعب لورعه وتقواه ما صنش الأمانة. رجل بيدعي انه بيتكلم بالدين بيدافع عن جنود انتهكوا عرض بنت في وضح النهار ويقول للي دافع عنها "يا واد يا مؤمن". وتفعيلا لمبدأ (قلمي أطول من قلمك أأااه) التجارة بالدين ووصف الإضراب المدني بأنه ضد الدين.. وطبعا الخداع والكدب والتضليل باسم الدين مش طفرة ظهرت فجأة بعد الثورة لكنها عادة قبيحة مترسخة فينا من زمان بسبب الجهل والسطحية وتدني الثقافة.



أما عن الإرهاب الفكري فاذكر مثال لما واحد آساحبي في عز أيام الخناقات على جنسية أم أبو اسماعيل كتب ستيتس ع الفيسبوك بيفترض انها أمريكية .. فجاله سيل من الهجوم خلاه يحذف الاستاتس بعد فترة قصيرة.

الإرهاب الفكري دايما قامع للعقول ومعطل للتطور الحضاري.. مثلا سقراط أبو الفلاسفة كان بينزل السوق ويكلم الشباب عن الفلسفة, فحُكم عليه بالإعدام باسم الدين بتهمة انكار الآلهه اليونانية و "إفساد عقول الشباب" ومن بعدها بقت الفلسفة عمل الصفوة.

والمسيح جاهر بتعليم مغاير لتعليم اليهود فحكموا عليه بالموت مصلوب باسم الدين. جالليلو جاهر بنظرية كوبرنيكوس ان الأرض ليست مركز الكون وبتدور حول الشمس فحوكم ونُفي لانه نادي بتعاليم –ظنت الكنيسة الكاثوليكية وقتها- انها ضد الانجيل. فرج فودة كُفر واغتيل لأنه نادى بأفكار غريبة عالمجتمع يظنوا انها ضد الدين... وغيرها كتير جرائم ارهاب فكري بشعة ارتكبت وظن مرتكبيها انها يقدمون خدمة جليلة للدين والوطن.



خلاصة الكلام, أنا مع حرية الرأي والتعبير والإبداع. ومش شايف عادل إمام ازدرى الإسلام, هو انتقد بصورة ساخرة استغلال (abusing) الدين من قبل جهلة ومتطرفين وتجار دين وده مش افترا لكن واقع قبيح عايشينه لكن معندناش الشجاعة الكافية اننا نواجهه فبننكره وبنهاجم اللي بيصارحنا بالحقيقة المرة ديه.

ومحدش قالك اعجب بأعماله أو حبها أو شوفها مفيدة .. ومحدش يقدر يجبرك انك تستذوق بلسانه ولا تشوف بعينه, كل واحد حقه يحب اللي عايزه ومايحبش اللي عايزه بس مش معنى ان حاجة مش عاجباك ان تؤذي صاحبها أو تستحل أذية صاحبها .. زي ما من حق المسيحيين انهم يرفضوا الاخوان لكن مش المفروض يستحلوا وقوع الظلم عليهم لان ده ضد المحبة اللي بيدعوا انها عندهم. وزي المسلمين حقهم يرفضوا البهائية بس مش المفروض يستحلوا سجن معتنقيها لأن ده ضد مبدأ السماحة اللي بيدعوا انها عندهم .. اُرفض أفلام عادم إمام انتقده وانتقد عمله اشتمه, ظن فيه زي ما انت عايز لكن مش المفروض تؤذيه أو تستحل أذيته.