الاثنين، 25 يونيو 2012

نصائح للإخوة الأقباط ..



بعد ظهور نتيجة الانتخابات وإعلان فوز مرسي, اصيب كتير من الإخوة الأقباط بحالة من القلق والخوف الذي يصل أحيانا للهلع وبعضهم بدأ يفكر بل يسعى جديا في الهجرة وأطلقوا العنان للهواجس في رؤوسهم عن اللي هيعملوا فيهم الاخوان, بعضها مبررة وبعضها غير مبررة. وأخذوا يلومون إخوانهم الأقباط التانيين الذين قاطعوا أو أبطلوا أصواتهم لانهم السبب في تحول مصر لإمارة إسلامية اخوانية .. مع انهم من يومين اتنين بس كانوا معترضين على اتهام الاخوة المسلمين ليهم بانهم سوف يكونوا السبب حال فوز شفيق! بس يالا ما علينا  .. أنا شخصيا باعذر ده تماما ومقدر الخوف عند بعضهم (عارف عارف انت مش منهم انا بتكلم عن الخايفين) .. المهم دلوقتي نتعلم من أخطأنا ونطلع بفايدة ولأجل ذلك اقدم بعض النصائح 
للإخوة الأقباط لعلها تجد صداً:


1- اخرج خارج القوقعة الطائفية:
أحد الأسباب الرئيسية لخوف الاقباط من كل ما هو منعوت إسلامي هو عيشهم في قوقعة طائفية ضيقة, كل ما فيها مشابه لهم دينيا وفكريا, فلا يجدون فرصة للتعرف على العالم الخارجي الأوسع إلا من خلال ما تنقله لهم تلك المصادر المشابه لهم. دائرة الأصدقاء, والزملاء المقربين في العمل جميعهم من المسيحيين. يستقي معلوماته الانترنتية من صوت المسيحي الحر, والفضائية من قناة الطريق ومار مرقس.. وهكذا إلى آخرة من مصادر المعرفة المختلفة.. مش بقولك ما تصاحبش مسيحيين ولا اهجر مصادر المعرفة المسيحية, بس بقولك نــــــوَّع في مصادر معرفتك. ربنا خلقلنا عينين اتنين عشان نشوف العالم ثري-دي. انت برضة لو شفت الدنيا بعين واحدة مش هتشوف منها غير ناحية واحدة.

اندمج في المجتمع أكتر! صاحب واحد اخوانجي واتكلم معاه عن عيوب الاخوان ماتخافش مش هيقطم دراعك ويطلع يجري. صاحب واحد سلفي وقوله مساويء فكرهم من وجهة نظرك مش هياكل ودانك! .. لو ما عملتش كده طاقة الغضب جواك هتتحول لكراهية وانت مش حاسس.


2- الكنيسة ليست طرفا في لعبة سياسية:
قبل جولة انتخابات الإعادة باسبوعين, رحت الكنيسة احضر القداس يوم الجمعة, قبل نهاية القداس الكاهن قال هنتكلم 5 دقايق عن الانتخابات, سمعت منهم اول دقيقة, كان بيشجع المصلين بالتحلي بالـ"إيجابية" وانتخاب شفيق محذرا من الخواطر الجمة على المسيحيين ومصر إذا فاز مرسي, بعد أول دقيقة, واحتراما للمكان وبما اني رايح الكنيسة أصلي مش اسمع خيري رمضان, اخدت نفسي وطلعت وقفت برة اشم هوا رغم ان الكنيسة كانت مكيفة لحد ما خلص كلام عن الانتخابات ورجعت دخلت تاني.
اللي عمله الكاهن ده على المستوى الروحي خطيئة, وعلى المستوى السياسي غباء.

أولا على المستوى الروحي:

الكنيسة بيت الله, والسويعات القليلة التي تقضيها في الكنيسة مخصصة أيضا لله. وكلنا يحفظ عن ظهر قلب القصة المكتوبة في إنجيل متى 22 عندما أرسل الفريسيين ليسوع يسألوه أيجوز أن تعطى الجزية لقيصر؟ فأجباهم "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله". ومن هنا يكون الحديث عن السياسة (ما لقيصر) في الكنيسة (ما لله) وقت الصلاة (ما لله) وهو إعطاء ما لله لقيصر.


ليس هذا فحسب, بل الموضوع أخطر كثيرا من هذا. فالانجيل لم يذكر ان يسوع غضب عندما قدموا له المرأة الزانية الممسوكة في ذات الفعل, بل دافع عنها أمام من عزموا على رجمها ثم قال لها "ولا أنا أدينك". ولم يغضب عندما شك فيه تلاميذه بل وبخهم قائلا "ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان؟" .. كل هذا لم يغضب يسوع لكنه غضب, بل وصنع سوطا من حبال في الحال وطرد من الهيكل كل من استخدموه للتجارة والكسب .. هكذا استخدام بيت الله للكسب يغضب الله ويستوجب العقاب الفوري.

ثانيا على المستوى السياسي:
غباء استراتيجي بغير جدال. افترض مثلا انك ساكن في عمارة وساكن قدامك محمد علي كلاي, وفمرة اختلفتوا مين يدفع فاتورة المية, فاتحاد ملاك العمارة حكموا بنيكم انكم تلعبوا لعبة واللي يخسر هو اللي هيدفع. كلاي طبعا هيقترح تلعبوا ملاكمة, وانت إذا وافقت تبقى غبي لانه هيديك بوكس واحد, مش هتحط منطق بعديه واولادك هيفضلوا يدفعوا فاتورة المية لمدة 30 سنة.. لو انت بتتمتع بقدر قليل من الذكاء ترفض اقتراحه وتصر على اختيار لعبة تاني, شطرنج أو طاولة أو حتى صلّح.

نفس الحال في السياسة, المتطرف المسلم هيحاول بكل الطرق تحويل أي معركة انتخابية لمعركة طائفية, لأن الشعب المصري بيستثار بسهولة جدا بالخطاب الطائفي, وهو عنده عدد اكبر منك بكتير,, فانزلاقك في معترك حشد طائفي نتيجته خسارة لا محالة. فالكاهن لو نجح انه يخلي 10 ينتخبوا شفيق طائفيا, هيخلي 100 ينتخبوا مرسي طائفيا برضة.


3- أنت لست مضطهدا:
عقدة الاضطهاد عقدة نفسية معروفة (سيرشها على جوجل واقرا براحتك) بيعاني منها الأقليات عموما, مش شرط الأقلية العددية لكن أي فئة مستضعفة. ورغم ان عقدة الاضطهاد تصيب بهواجس نفسية في كتير من الأحيان بيكون ليس لها أساس من الصحة إلا انها تشعر المصاب براحة لانها توفر له دائما "شماعة" يعلق عليها أي فشل يصيبه أو أي حال سيء يؤول إليه.

انت مش مضطهد, طلع الفكرة ديه من دماغك خالص!. مش كل حاجة تحصل تقول عشان انا مضطهد.
فعلى مدار طيلة العقود الماضية يوفر الدستور والقانون للمسيحي الحق كما للمسلم في تولي أي منصب في الدولة .. نعم الوضع يختلف عمليا لكن قانونا أنت لست مضطهد, ورغم هذا مترسخ في أعماق المسيحيين الشعور باضطهاد الدولة.

قد يكون هناك أنواع مختلفة من التمييز .. مثل قانون دور العبادة أو قانون الاحوال الشخصية, او لعل بعض الحوادث الطائفية تحدث من وقت لآخر دون عقاب رادع للمجرم. لكن هذا ايضا ليس اضطهاد لك لكونك مسيحي, لكنها إحدى أوراق اللعبة السياسية التي تستخدم لتحقيق مكاسب وقتية. فلا تجعل نفسك أو تقبل أن تكون أداه طيعة في يد مستبد يخدم بها مصالحة.


4- الإسلام ليس سبب بلاءك! (النقطة ديه للمسيحيين بس عشان الفتنة والحاجات ديه) ـ
انت تعتقد ان سبب البلاوي في مصر الإسلام .. أيوة بكلمك انت انت. مش انت بس فيه كتير مسيحيين عندهم نفس الاعتقاد ده, وهذا سببه كما سلفنا القوقعة الطائفية التي يعيش فيها المسيحيون في مصر, ورسائل الكراهية المستمرة التي تبثها بعض القنوات الفضائية والتي يصدّق مشاهدوها أنها مسيحية.

أرباب هذا الفكر يميلون لاعتقاد انهم لو أصبحوا يوما ووجدوا مصر كلها مسيحيين لزالت الغمة وانصلح الحال وهو اعتقاد يثبت التاريخ بطلانه. يشهد التاريخ انه عندما سيطر على أوربا رجال الدين المسيحيين سقطت أوربا في غياهب حروب طائفية استمرت لعشرات السنين مات فيها ملايين وكان القاتل والمقتول كلاهما مسيحي وكلاهما يحمل لواء الدين.


ولذلك قناعتي الشخصية أن سلوك المرء "المتدين" لا يحدده دينه بل فهمه \ تفسيره لدينه. أنا مثلا إن أهانني أحد ممكن أن أرد الإهانة بالحب واتذكر الآية "أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم" وممكن أيضا أن اطعنه بسكين متذكرا"ما جئت لألقي سلاما بل سيفا" .. نعم أعلم جيدا أن كل آية قيلت في وقت مختلف ولإناس مختلفين وفي ظروف مختلفة ولكني على أي حال استطيع إيجاد تفسير يناسب ميولي بغض النظر هو صواب أم خطأ.


وفي هذا يقول الإنجيل "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" ويقول القرآن "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" ولذلك لا تدخل نفسك في معركة وهمية مضمونة الخسارة بل إن أردت أن ترفع البلاء فغيّر نفسك بتجديد ذهنك.


5- لا تبك على حق ضاع أو قد يضيع:
فالحقوق المسلوبة لا تُعطى بل تنتزع انتزاعا. فيه مسيحيين بعد فوز مرسي بيقولوا كلام من عينة: الاخوان هيعملوا فينا وهيسوا فينا وهيجبونا ويحجبونا وهيموتونا إلى أخره ... والنقطة ديه مش هتكلم فيها كتير لأن مردد هذا الكلام أو ما شابهه (بجانب عدم ثقته في الله حاميه) فهو يحمل داخله كم رهيب من الانهزام النفسي والاحساس بالضعف والدونية وعدم القدرة على المواجهه .. مرة أخرى الحقوق المسلوبة لا تُعطى بل تنتزع.


6- أخيرا – أُرفض تصنيفك طائفيا:
وده يتعلق بعنوان المقال, مفيش حاجة اسمها إخوة أقباط وإخوة مسلمين .. الأخوّة ديه هناك لما نبقى قاعدين على المصطبة ونحلف وحياة الأخوّة. ومفيش حاجة اسمها عشيرتي وعشيرتك بتاعة مرسي, العشيرة ديه هناك برضة لما نبقى رابطين الناقة على باب الشقة.

الدولة يسكنها مواطنون يحكمهم القانون, مواطنون متساوون. ولذلك أُرفض وضعك في قالب طائفي, وأرفض معاملتك طبقا لتصنيفك الديني, لك حق كما للجميع حقوق وعليك واجب كما على الجميع واجبات.


في الآخر لازم تعرف انك من حقك نتنخب اللي انت عايزه طبقا للأسباب اللي انت شايفها زي ما غيرك حقه ينتخب اللي هو عاوزه طبقا للأسباب اللي هو شايفها زي ما انا حقي اقاطع الانتخابات طبقا للاسباب اللي انا شايفها ..وختام القول أضيف يسقط يسقط حكم العسكر. والله الموفق والمستعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق