الأربعاء، 25 مايو 2011

هكذا عَبَرَتْ الطريق


بينما كنت جالسا في الأتوبيس صباحا منتظرا أن يتحرك أطرقت متأملا زحام البشر الذي كنت جزء منه منذ لحظات و صخب العربات في وسط ميدان رمسيس. وتحت أشعة الشمس الحارقة وقفت على إحدى جانبي الطريق إمرأة عجوز في تقديري تجاوزت السبعين, تملأ التجاعيد وجهها البسيط, قصيرة القامة و قد أحنت السنين ظهرها قليلا, تحمل في يدها شنطة سوداء صغيرة تماما كما اعتدت أن أرى السيدات العجائز.

وقفت للحظات حائرة, قليلة الحيلة كيف ستعبر الطريق الواسع المزدحم, وبينما هي على هذا الحال تقدم نحوها بخطوات واسعة سريعة أمين الشرطة الممشوق القامة ذو النظارة السوداء ومد لها يده باحترام مقدما المساعدة, لم تستطع أن تنظر وجهه بسبب انحناء ظهرها لكنها حركت شفتاها معبرة عن امتنانها وتناولت يده.

سار معها رجل الشرطة خطوة خطوة بهدوء يعبران الطريق وقد اتكأت عليه وهو يشير بيده اليسرى بين الحين والآخر للعربات حتى يعبران ولما وصلا إلى الجانب الآخر مددت يدها ورتبت على ظهره ثم مالت على ذراعه وقبّلتها.

هناك تعليقان (2):